بقلم الدكتور راغب السرجانى
(1)- الخسارة الاقتصادية الحتمية للشركات اليهودية والأمريكية وهي ليست بسيطة، فالعالم الإسلامي سوق استهلاكية ضخمة إذ يقدر المسلمون بنحو المليار وثلث المليار موزعين على أكثر من 60 دولة.
وإذا قلت أرباح هذه الشركات فإنه بالضرورة سيحدث أمران: الأول: ستقل الضرائب المدفوعة للحكومة الأمريكية، ومن المعروف أن جزءا كبيرا من حصيلة الضرائب في أمريكا يوجه لمساعدة إسرائيل مباشرة فهي أكثر دول العالم تلقيا للمعونات الأمريكية.
ثانيا: بعض هذه الشركات تفرض على نفسها أو يفرض عليها أن تعطي نسبة من أرباحها تبرعا لإسرائيل، فإذا قلت الأرباح ستقل النسبة.
(2)- خسارة هذه الشركات ستؤدي إلى تغيير القرار السياسي في أمريكا من التحيز السافر لإسرائيل إلى غيره.
فلابد أن يعلم الغرب ويتيقن أنه وإن كان له مصالح حيوية في إسرائيل فإن له مصالح أخرى أكثر حيوية في بلاد المسلمين.
(3)- هذه المقاطعة ستؤدي إلى استعمال البدائل الوطنية، مما سيؤدي إلى انتعاش الاقتصاد الوطني.
(4)- إن الحصار الاقتصادي قد يفرض على أي دولة مسلمة وفي أي وقت ولأتفه الأسباب.
فإذا قاطعنا من الآن واعتمدنا على اقتصادنا الوطني نكون قد تجهزنا تجهزا إيجابيا ليوم نحاصر فيه.... هذا التجهز الاختياري أفضل بكثير من هذا الذي يكون وقت الحصار الحقيقي.
(5)- المقاطعة ستؤدي إلى تذكر المسلمين الدائم والمستمر لعدوهم الحقيقي.
فاستمرار المقاطعة يجعلنا في حالة استنفار عام تام ودائم.
واستمرار المقاطعة يعيننا على تربية أولادنا بطريقة يعرفون فيها عدوهم ولا يخفى على عاقل أي فائدة هذه.
(6)- هذه المقاطعة ستقضي على الانبهار المسيطر على الناس بكل ما هو يهودي أو أمريكي أو مستورد.
(7)- سترفع المقاطعة معنويات المسلمين عندما يرون المطاعم الأمريكية مثلا خاوية على عروشه، وقد ازدحمت المحلات الوطنية بالرواد فهذا والله هو النجاح بعينه.
(
- استمرار المقاطعة سيحدث حالة من الرعب عند أعدائنا مقابل حالة الشعور بالفخار والنصر عند المسلمين، وصدق رسولنا الكريم حين قال : نصرت بالرعب مسيرة شهر .
(9)- المقاطعة تربية عظيمة للنفس بحرمانها من أشياء تعودت عليه، وذلك تماما مثل فكرة الصيام.
فنحن نريد أن نربي أنفسنا و أولادنا على التغلب على شهواتنا ونتدرب على تغليب المصلحة العامة للأمة على المصلحة الخاصة للأفراد.
(10)- مع إخلاص النوايا في نصرة الإسلام والمسلمين وفي مساعدة إخواننا في فلسطين، وفي تقوية
اقتصاد المسلمين وفي تربية الأمة المسلمة الأمور فإننا نرجو من الله ثواب، ونسأله عون، ونتوقع منه نصر، وننتظر منه رضا ورحمة وفضلا وكرما.
فما أدراك لعل حسنات المقاطعة تكون هي المرجحة لكفتنا يوم القيامة، يوم لا ينفع مال ولا بنين إلا من أتى الله بقلب سليم.