بسم الله الرحمن الرحيم
هوا الموضوع كان عباره عن مشاركه كتبتها ردا على موضوع اسباب التفوق الجزائرى اللى كتبهولنا متعب بس لما قرأت الرد وجدته أكبر وأطول من أن يكون ردا ووجدته يناسب أن يكون موضوعا مستقلا فنقلته وأضفت إليه ألإكارا جديده ليقرأه الجميع ويشاركنى الرأى والمشوره وليبحث معى عن حل لهذا الشعب عجيب الطبع لربما تتفتق أذهاننا عن شئ قد يرضى أنفسنا اللهم آمين
قليلا جدا ما ترى المصريين على قدر المسؤليه الموكوله إليهم وذلك أنهم دائما ما يتعالون على مسؤلياتهم ويظنون أنهم خلقوا لقيادة العالم وكل واحد يحلم أن يكون عبد الناصر أو هتلر حتى رغم أنه لا يعمل لذلك قدر أنمله .
وفى الماضى القريب أيام الإحتلال الإنجليزى كانت صيحات التحرير فى مصر تملأ الفضاء ورغم ذلك فإنها لا تجد لها مؤيدا ونصيرا وكان حال المصريين كما هو حالهم الآن يقول أنا عايش أحسن من غيرى وخلينى جنب الحيط علشان عيالى ويصلى بالليل ويدعوا الله أن يجلى الإحتلال عن بلاده فإذا أصبح الصباح تراه يجرى إلى قصر الرجل الإنجليزى ليخدمه كما يخدم العبد سيده وتراه فى حقل الباشا العثمانى أو الرعايا الإنجليز يشق بفأسه أرضه ليطعمهم خيرها ونسى أو تناسى قول الله " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " عجبا للمصريين يريدون أن يملكوا الدنيا وهم فى أحضان النساء غارقون وفى البارات ساهرون أو حتى فى البيوت نائمون والله لن تعطيكم الدنيا إلا على قفاكم وستظلون مذلولين أبد الدهر لطاغيه لا يرقب فيكم إلا ولا زمه
وصدق الله حين أخبر عن فرعون مصر الذى طرد موسى وقومه وكان يذل المصريين من قومه فأخبر عن سبب هذا فقال " فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين "
سبحان الله وصف الله القوم المستضعفين الأذلاء بأنهم قوما فاسقين ....... نعم لأنهم رضوا بالذل وأطاعوا الفرعون الظالم فى ظلمه ولم ينكروا عليه ولم يتحملوا فى سبيل ذلك ما تحمله بنوا إسرئيل من إزهاق أرواحهم وإستحياء نسائهم وذبح أبنائهم فكانت الغلبه لبنى إسرائيل وكان الغرق لفرعون وجنده .
اسمع ماذا يقول الشعراء المصريون أنفسهم عن مصر
يقول محمود سامى البارودى
بئس العشير وبئست مصر من بلد ..................أضحت مناخا لأهل الزور والخطل
أرض تأثل فيها الظلم وأنقذفت......................... صواعق الغدر بين السهل والجبل
وأصبح الناس فى عمياء مظلمة ..................... لم يخط فيها إمرؤ إلا على زلل
ويقول الشاعر المصرى إبراهيم صبرى معاتبا مصر
إننى أستغفر الله لكم .................. آل مصر ليس فيكم من رجال
فل غربى ما أرى من نومكم .......... ورضاكم بوجود الإحتلال
بح صوتى داعيا مستنهضا ............ صارخا حتى تولانى الكلال
لم أجد فيكم فتى ذا همة .............. إن عدا الدهر عدا أو صال صال
وهاهو حافظ إبراهيم يصب هو الآخر من عتابه على مصر فيقول
حطمت اليراع فلا تعجبى .............. وعفت البيان فلا تعتبى
فما أنت يا مصر دار الأديب ............. ولا أنت بالبلد الطيب
وكم غضب الناس من قبلنا ......... لسلب الحقوق ولم نغضب
وكم ذا بمصر من المضحكات .......... كما قال فيها أبو الطيب
أمور تمر وعيش يمر ..................... ونحن من اللهو فى ملعب
وشعب يفر من الصالحات............... فرار السليم من الأجرب
وصحف تطن طنين الذباب ............... وأخرى تشن على الأقرب
وهذا يلوذ بقصر الأمير ..................... ويدعوا إلى ظله الأرحب
وهذا يلوذ بقصر السفير .................. ويطنب فى ورده الأعذب
ألفنا الخمول ويا ليتنا ..................... ألفنا الخمول ولم نكذب
وها هو أمل دنقل يشطر أبيات المتنبى التى قالها فى هجاء كافور الإخشيدى ملك مصر
عيد بأية حال عدت يا عيد ..................... بما مضى أم لأرضى فيك تهويد
نامت نواطير مصر عن عساكرها ............. وحاربت بدلا منها الأناشيد
ناديت يا نيل هل تجرى المياه دما .............. لكى تفيض ويصحوا الأهل إن نودوا ؟
الجدير بأن يقود العالم لن يكون شبيها بذلك القابع على نفوسنا مذ أن ولدنا ولا يمكن أن يشبهه حتى لكى تقود العالم لا بد أن تكون سبيها بمحمد بن عبد الله فى أخلاقه وحكمته وسياسته وقيادته ودينه .
كثير من القاده حاول أن يقود العالم ولكن لم يتم له الأمر على ما يحب ويشتهى فهذا نايليون أراد أن يصنع من فرنسا رأسا للعالم المتمدن كله وأن يحكم العالم فجمع الفرنسيين تحت رايته وأقنعهم بالثورة على الأباطره الذين كانوا يستبدون بالحكم فى البلاد وكان لهذا العملاق المخضرم من أسباب القيادة ماله فمنذ أن ألتحق بالمدرسه الحربيه وكان شغله الشاغل أن يكون قائدا تدين له جيوش العالم كله فكان ينهل من كل معرفة تقابله وكان يقرأ أكثر مما يأكل ويشرب وانكب على الخرائط الجغرافيه يدرسها جيدا ويدرس الخطط الحربيه فى البلدان المختلفه وكيف أدتها الجيوش وأسباب إنتصارها أو إنهزامها فقد كان قائدا لا يشقة له غبار وما أن تم له ما أراد وخضعت له فرنسا بأسرها وقتل الإمبراطور والأشراف والنبلاء حتى عق هو مبادئ الثورة التى رفعها ونصب نفسه إمبراطورا على فرنسا وما تحتها من المستعمرات فانتهى به المقام فى المنفى مع جماعة من أصحابه بعد أن أنقلب عليه الفرنسيون وعادت فرنسا إلى الحكم الملكى مرة أخرى .
وهناك آخر هتلر ذلك الفارس الذى أرهق الدنيا قتلا وإبادة وتدميرا . كان طموحه أن يحكم العالم لا مثيل له وقد أوشك أن يتم له ذلك فى الحرب العالمية الثانيه وأن يتوج على أوروبا حاكما لا يرد له قول ولا يقوى على بأسه صاحب البأس ولكن هو الآخر دفعه غروره الأحمق أن يغض الطرف عن العقل والحكمه وما نصحه به قواده من وقف الحرب المستعره التى أعلنها على العالم بعد أن ضعفت الميكنه الحربية الألمانية ومات من الجنود عدد لا يحصى وقد تم له ما أراد فقد بسط سلطته على أوروبا بأسرها وأخطع أعظم إمبراطوريتين إستعماريتين فى العصر الحديث وهما إنجلترا وفرنسا وبعد أن نال من روسيا نيلا عظيما وكانت جيوشه على مشارف عاصمتها موسكو إلا أنه صمم أن يستمر فى الحرب بل وأراد أن ينال ببطشه القوة الجديده فى العالم وهى الولايات المتحده الأمريكيه ليثبت للعالم أجمع وليحدث نفسه بأن جيشا فى العالم لم يوقفه ولم يرد بأسه وبطشه ولكن ضعف الروح المعنوية للجنود الألمان فى حرب تكاد لا تنتهى ولا يرجعون مها وكذلك ضعف الآلة العسكرية الألمانية وإنهاكها بعد هذه الحروب الطائلة سهل مهمة الولايات المتحده فى هزم الألمان هزيمة منكرة وأنطفأت شعلة الحلم الهتلرى بانتحار الأسطورة هتلر زعيم الموت كما يحب أن يسميه اليهود .
وغيرها من الأمثله مالا يتسع المقام لذكره أما تجربة محمد بن عبد الله الرسول العربى لم تكد تجد لها فى العالمين نظير ذلك أنها لم تنتهى بموته بل دامت بعده قرونا عظيمه حكم أتباعه وتلامذته بعد موته الأرض بجنبيها ودان لدينه القاصى والدانى وسمع به الرائح والغادى وحصل لدينه مالم يحصل لغيره من الأديان والأفكار والمعتقدات من الذيوع والإنتشار والسلطان ولكن بئس الأتباع من ضيعوا كل هذا الإرث العظيم الذى خلفه لهم أجداد كأبى بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلى بن أبى طالب ومعاويه بن أبى سفيان وأبو عبيدة بن الجراح وخالد بن الوليد وسعد بن أبى وقاص وأسامة بن زيد وعمر بن عبد العزيز وصلاح الدين الأيوبى وغيرهم مالا يكاد يحصى من الأسماء التى بذلت فى سبيل هذا الدين ما يعجز العالمين وإن اجتمعوا أن يجودوا بمثله .
بحب مصر آه بحبها ويستعر قلبى بحبها وإلا لما دمى لحالها ولما بكى لألمها ولما انتفض لعجزها ولما حلم بعزها ونادى بإحيائها وإيقاظها من سباتها هل يحب المصريون مصر كما أحبها أم أنى لم أحبها كما ينبغى لى أن أحبها بل أقول قول شوقى بقلب متقد
وطنى لو شغلت بالخلد عنه ........................... لنازعتنى إليه فى الخلد نفسى
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه منك يا مصر أتعبتى قلبى ابن العشرين فكيف إذا قارعتك دهرا له العجب ؟
صرخة مصرى
موضوع: صرخة مصرى ....... ألا لا أطال الله بقاءكم ( على ما أنتم عليه ) 
الأربعاء 15 سبتمبر 2010 - 16:23
