* ** هذه واقعة من وقائع العز في عصر قوة المسلمين وتوحدهم يوم كان الرشيد يخاطب السحابة ويقول لها أمطري في أي مكان فسوف يأتيني خراجك.
*** يقول ابن الأثير:*** فلما استوثقت الروم لنقفور كتب إلى الرشيد :"من نقفور ملك الروم إلى هارون ملك العرب ، أما بعد: فإن الملكة التي كانت قبلي أقامتك مقام الرخ ، وأقامت نفسها مقام البيدق ، فحملت إليك من أموالها ما كانت حقيقا بحمل أضعافها إليها ، لكن ذلك ضعف النساء وحمقهن فإذا قرأت كتابي هذا فاردد ما حصل لك من أموالها ، وافتد نفسك به من المصادرة لك، وإلا فالسيف بيننا وبينك.
**** فلما قرا الرشيد الكتاب استفزه الغضب ، حتى لم يقدر أحد أن ينظر إليه دون أن يخاطبه ، وتفرق جلساؤه ، فدعا بداوة ،
وكتب على ظهر الكتاب :"بسم الله الرحمن الرحيم" من هارون أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم ، لقد قرأت كتابك يا ابن الكافرة والجواب ما تراه دون ما تسمعه ، والسلام". ثم سار من يومه حتى نزل هرقلة ففتح وغنم واحرق وخرب ، فسأله نقفور المصالحة على خراج يحمله كل سنة فأجابه إلى ذلك. فلما قفل راجعا بلغه أن نقفور نقض العهد فكر الرشيد راجعا إليه وأقام في بلاده حتى شفى نفسه منهم ، ولم يبرح حتى رضي وبلغ ما أراد.
*