فى كثير من الاحيان
اغوص فى نفسى
احاول سبر اغوارها
اتحاور مع يومى وامسى
لعلى ادرك كنهها
وبعد حيرتى ويأسىأجد انى صرت
جبلا من احزان
وارانى والحزن شريكان
نسير فى طريق واحد كشقيقان تؤمان
تتشابك اصابعنا فى طريق طويل
كما لو كنا عاشقان
احيانا نفيرق..
حين تدق بابى فرحة قصيرة
سرعان ما تصبح فى خبر كان
وحين تدب بيننا القطيعة
اظن انا مفترقان
وما عاد بيننا لقاء
وقبل ان اظهر فرحتى
واعلن نهاية الشقاء
وارفرف مع حريتى
واجرى ف الطرقات بانتشاء
وقبل ان يملأ بالوناتى الهواء
وقبل ان اشرع ف الغناء
ألمح فى تقاطع الطريق..
شبحا صديق
مقبلا عليا فتح الذراعان
يأخذنى بالأحضان.يقول..
قد اوحشتنى يا رفيق
وفى برود ابتسم الصفى
وسألنى السؤال العتيق..
ما هذه البالونات والافراح؟
أنسيت الدمع والشجن والجراح؟
ام ظننت انى لن أعود
وانك قد تخلصت من هاتيك القيود!
وتنسى الكآبة والاشجان!
وصرخ فى وجهى فى جحود..
امامى الى واحة الاحزان
وحين فشلت ف الفرار
سرت امامه فى انكسار
فزج بى فى سجن النسيان
ووقف على الباب زنهار
فكان أقسى سجان
سلبنى كرامة الانسان
سرق بسمتى ووأد أحلامى
وكتب فى عريظة اتهامى
أنى خنت عهدى مع الاحزان
وفى بعض احيان
يأتينى الحزن مكتئبا
كليل حالك السواد
يقول قد حانت ساعة البعاد
فأنا مضطر للرحيل
ولا أدرى متى يحين الاوان
لنلتقى من جديد
لنجدد رحلة الاشجان
فرغما عنى سأتركك المكان
وأخرج فى رحلة
اجوب فيها البلاد
لأنشر الاسى فى قلوب العباد
وخرج وتسبقه لعناتى
وقبل ان اجفف دمعاتى
طغت على ظنونى ووسوساتى
ما يدرينى ان رحلته ستطول
وكيف اثق فيما يقول؟
وكيف اسمح للفرح ان يطل علي
ثم اجده فجأة امامى
يعود ليعكر ايامى
ويقتل ف المهد احلامى!
عزمت على الانتظار
مكثت احاور خوفى واتتبع لفتاتى
وجدت الخوف يتوغل فى لهاتى
ويطغى علي فيزيد همى وشتاتى
ومات عام
وكاد الآخر ان يموت
وما عاد الحزن على ايامى يفوت
بدأت اشعر بالامان
خرجت صوب ألحان
شربت الخمر دون قداح
وألقيت فى صفحة الماضى الجراح
وبدأت اعبث بالافراح
وقبل ان استرد بسمتى
دق بابى ف المساء
ظننت انها فرحتى
جاءت تتعجل اللقاء
اصلحت هندامى وتعطرت
وسرت نحو الباب منتشيا
بين رقص وغناء
وفتحت الباب مبتسما
فصعقت من هول اللقاء
وجدت امامى عاصفة هوجاء..
تجتاح حصونى كالطوفان
تلقينى تحت الجدران..
ياخائن يا عديم الامان.
عرفت صاحب الصوت الجبار!
انه الحزن القهار
صديقى القديم الذى عاد
كأنه لأفراحى بالمرصاد
وقبل ان أحدق فى وجهه
سرت امامه فى انكسار
سرت وحدى لبئر ماله قرار
كبلت أزرعى بقيد
الحزن والاسى والمرار
وفى يوم من الايام
اتانى الحزن مصحوبا
بأسى وسخرية وبرود
حطم كل القيود
ساعدنى ان اهرب
فتح لى كل الحدود
وحين خرجت للدنيا
وجدت الناس فى ذهول
وجدت الافراح فى ذبول
وجدت البلابل فى شرود
غنيت للحب والاحلام والخلود
لم اجد من يفهم لغتى وخطابى
لم اجد من يقدر محنتى وعذابى!
دخلت بيتى واوصدت بابى
غنيت لنفسى .
حتى لا افقد ايمانى بالحب والحلم
لكنى وجدت الناس تهدم بابى
كثيرون منهم اهلى واصحابى
رجمونى من النوافذوالارصفة والمقاهى
سرقو غنوتى والجمو شفاهى
فوجدتنى وحدى للحزن اعود
عدت مهزوما لأسأله....
ماذا حدث فى الوجود!
رد علي فى جحود..
لقد سئمتك يا هذا
سئمت هيئتك ودمعتك
سئمت جراحك الغائرة
سئمت نظرتك الحائرة
سئمت لعناتك لى ليل نهار
اذا كنت تظن اننى جبار
حرمتك البسمة والقرار
فأنت هائم مخدوع
تذرف هباءا الدموع
فاذا كنتحاصرتك
ووضعتك فى سجونى
وأفرغت فيك قسوتى وشجونى
وباعدت بينك وبين الفراح!
فهذا لكى لا تدميك الجراح
فى زمن لامكان فيه للمشاعر
لا مجال لاى شاعر
فى هذا الزمن المومس ىا انسان
اذا اردت ان ترقص
لا ترقص رقصة الفرح
ارقص رقصة الطير الذبيح
رقصة الحلم الجريح
رقصة عار بلا عنوان
فى هذا الزمن المومس يا انسان
اذا اردت ان تعشق
لا تعشق الا الآآآآآآآآآآه
فالحب صرخة
تفتقد الشفاة
والقلوب دمى
تفتقر الحياة
والبشر اصناما بلا وجدان
فى هذا الزمن المومس يا انسان
اما ان تجعل نفسك دير تتقوقع فيه
او ان تعيش مهرجا الناس تزدريه
او دجالا متملقا لكل سفيه
وبعد الآن..
لاتهرب من بطش السجان
فالكل سيسلبك كرامة الانسان
الكل سيقتل بسماتك
الكل سيسرق احلامك
فذلك قانون هذا الزمان
فتناول اقلامك واكتب..
بمرارة وهوان
قصة أيامك
واكتب في عريظة اتهامك.........
سئمتنى الأفراح والبسمات
سئمتنى الجراح والدمعات
سئمتنى الأحياء والأموات
حتى سئمتنى الأحزان!!!!!!!!!!!!!!