بسم الله الرحمن الرحيم
الموضوع إحنا إتكلمنا فيه قبل كده لكن قرأت مقال للدكتور مصطفى النجار وعجبنى وقلت أجيبه يمكن يحرك فينا شويه يا جماعة التوقيع على البيان لن يلحق الأذى بأحد والغرض من التوقيعات هو مجرد حشد أكبر عدد من الويدين لهذه المطالب السبعة لتكون حجة إثبات على رغبة الشعب فى تحقيق هذه المطالب .
صدقونى وياريت نبطل خوف ولو شوية صغيرين وعلشان الموضوع يبقى أكثر جدية وجرأه اللى وقع على البيان لما يشارك يقول أنا وقعت واللى رفض التوقيع ياريت يقول إيه أسبابه علشان نتناقش فيها .
للدخول والتعرف على البيان والتوقيع عند الرغبة أدخل على الموقع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]أما عن مقال الدكتور مصطفى النجار فبيقول فيه
في بيئة سياسية تم تجريفها بالكامل منذ اكثر من خمسين عام واقصاء المواطن المصري عن فضاء العمل العام والمشاركة السياسية ومع الهاء الشعب وتعذيبه بالبحث المضني عن لقمة العيش ومعاناة اجيال كاملة لم تمارس العمل السياسي يوما ما ومع اشتداد حالة السخط والمرارة في نفوس المصريين جاءت فكرة جمع التوقيعات علي بيان معا سنغير ذو المطالب السبعة التي نادت بها القوي الوطنية وكذلك نادي بها الدكتور البرادعي ، جاءت الفكرة لتمثل أكبر عملية تعبئة شعبية سياسية حضارية في العصر الحديث في مصر
ان مشروع جمع التوقيعات ليس نكوصا عن معركة يجب خوضها الان وليس غاية بل هو مجرد وسيلة مرحلية،وهو عملية تهيئة كبري مرحلية نتوجه بها الي الشعب ونخاطبه كي يكون شريكا في المطالبة بالتغيير ، انه توسيع لحجم الكتلة النوعية التي ستتحرك من أجل التحول الديموقراطي ، اننا لا نريد من التوقيعات مجرد اسماء وارقام بل نريد ما هو أبعد بكثير ، نريد فرصة نتكلم بها الي الجماهير ونؤثر في اتجاهاتهم ، نريد ايقاظ الوعي والحس الوطني نحو اهمية الايجابية وحق الوطن علينا في العمل من اجل رفعته واصلاحه ، نريد ان نجعل كل مصري يشعر بملكيته لهذا الوطن ويهتف من أعماقه أنا مصري وسأصنع التغيير
ان النظام يروج للعالم ان المصريين راضون عن أوضاعهم وغير راغبين في احداث التغيير وانهم يفضلون الاستقرار مع النظام علي اي تغيير تنادي به المعارضة ، بل ان النظام يروج لنفسه من خلال حملات العلاقات العامة الدولية في امريكا واوروبا علي انه نظام ليبرالي اصلاحي و في امريكا الاتينية يروج انه نظام اشتراكي شعبي معتدل وان حركة التغيير الديموقراطي عبارة عن اسلاميين متطرفين يمثلون خطرا علي استقرار المنطقة ، لذلك تمثل حملة جمع التوقيعات فرصة جيدة لايصال صوت المصريين الي العالم انهم راغبون في التغيير وانهم يشتاقون للديموقراطية كما تنعم بها شعوب كثيرة في العالم
يدعي النظام دوما ان دعاة التغيير والمطالبين بالديموقراطية لا سند شعبي لهم وانهم مجرد نخبة معزولة عن الجماهير لذلك فان حملة جمع التوقيعات تكسر هذا الادعاء وتفنده وتثبت ان المطالبين بالتغيير يعبرون عن ارادة شعبية عامة وهذا ما أكد عليه الدكتور البرادعي كثيرا ان جمع التوقيعات يعطيه شرعية وزخما شعبيا للمطالبة بالتغيير وضرورة الالتفات الي مطالب الشعب من قبل النظام
كذلك تأتي خطوة جمع التوقيعات لتمثل معول هدم في جدار الخوف الذي صنعه الاستبداد والقمع الامني المتواصل منذ عقود متتالية لكل من يحاول الاقتراب من دائرة العمل السياسي والاهتمام بالشأن العام ، ان عملية جمع التوقيعات أدخلت شرائح اجتماعية جديدة من المصريين لم تكن لهم أي اهتمامات سياسية قبل ذلك وجعلتهم في كتيبة المطالبين بالديموقراطية وانقاذ مصر مما وصلت اليه
ان عملية جمع التوقيعات بأعداد كبيرة لن تجبر النظام علي قبول مطالب التغيير وهذا بديهي من نظام لم يعد يمكن اصلاحه ولم يستجب يوما لمطالب الاصلاح ولكنها ستحقق الاهداف التي سبق ذكرها وستنقلنا الي مرحلة جديدة من مراحل الحراك من اجل التغيير بعد احداث عملية التهيئة لقطاع كبير من الشعب
وبوصول التوقيعات الي عدد كبير قد يبدأ من نصف مليون توقيع سننتقل حينها لمرحلة جديدة من مراحل الحراك من اجل التغيير وهي مرحلة بناء قدرة المجتمع التي تعقب مرحلة التهيئة عن طريق إطلاق الكثير من المشاريع المتنوعة المستقلة والمتوازية ، التي تضعف الاستبداد ، وتستوعب طاقات المجتمع وإبداعاته لتحقيق الأهداف التي تؤهل المجتمع للوصول الي حالة المواجهة والاقتراب المباشر بعد تكوين الكتلة الحرجة النوعية التي لا نقيسها بالكيف وليس بالكم
ان معركة التغيير ليست مباراة ملاكمة ينتصر فيها أحد الطرفين بالضربة القاضية بل هي مبارة تعتمد علي احراز النقاط وتراكمها ، وعملية التحول الديموقراطي لن تحدث بخطابات الحناجر وصيحاتها ولن تحدث بالمزايدة علي أي تيار سياسي او الظن بامتلاك الحلول المطلقة ، وتبقي في النهاية محاولاتنا هي اجتهاد بشري يقبل النقد ويرحب بالاختلاف والتقويم والمراجعة ، دامت مصر للمصريين
بقلم د.مصطفى النجار