نادي الزمالك حدوتة كفاح مصرية :
بدأت
الحدوتة مع بدايات الحرب العالمية الأولى وبالتحديد عام 1914 .. وكانت
الرياضة كلها في مصر آنذاك تحت الوصاية الأجنبية ، يسيطر عليها إتحاد أجنبي
لايسمح بأي تواجد مصري بينهم ،
وكان وقتها نادي الزمالك قد تأسس
منذ ثلاث سنوات بإسم نادي قصر النيل وانتقل من مقره الأول على ضفاف النيل
إلى شارع فؤاد
في نفس مكان دار القضاء العالي حالياً ، بعد أن غير
إسمه إلى المختلط وكان نادي أجنبي صغير ليس فيه إلا عدد قليل من المصريين ،
فتحركت
همم مجموعة من الشباب الوطني المخلص الغيور على بلده وحملوا على أعناقهم
مسئولية تمصير الرياضة المصرية وتحريرها من براثن الأجانب ،
يقودهم
إعلامي شاب يدعى إبراهيم علام ومعه محمد خيري ، فخططوا لتشكيل فريق مصري
يلعب بإسم الوطن ،
وإنضم إليهم موهبة الكرة الأول في مصر آنذاك
حسين حجازي صاحب أقوى فريق وقتها والذي كان يسمى بإسمه .
تجمع
اللاعبون في نفس العام وأقاموا مباريات ضد منتخب القوات البريطانية وقهروه ،
ولصعوبة إستمرار لاعبو الفريق المصري
الوليد دون أن يكون لهم كيان
له صفة رسمية يجمعهم ، فتوجهوا إلى نادي المختلط (الزمالك) والذي وافق أن
يلعب هؤلاء الشباب بإسمه ،
وبالفعل انتقلوا إلى المختلط ووجدوا
مبتغاهم وبدأو بتشجيع الشباب المصري على الالتحاق بهذا النادي لتكون الخطوة
الأولى والهامة
على طريق تمصير رياضة
مصر ، فانضم إليهم إبراهيم عثمان (موظف بإدارة الأشغال) والضابط حسن فهمي
إسماعيل وعبده الجبلاوي (موظف التلغراف )
وإبراهيم عثمان (نجل
المطرب الشهير محمد عثمان) ونيقولا عرقجي (موظف التنظيم) وبعض العائلات
المصرية الكبرى مثل عائلة إسماعيل باشا حافظ
وعائلة سوكى ومصريون
آخرون كُثر. **
الجدير بالذكر أن إدارة النادي الأهلي آنذاك كان
يترأسه الإنجليزي اليهودى الماسوني ميتشل وبه من الأجانب أكثر من المصريين ،
وعرض
الشباب المصري في المختلط على المصريين بالأهلي أن يشاركوهم حربهم لتمصير
رياضة مصر في عام 1916
كذلك تحرير أنفسهم أيضاً من الأجانب
بإدارتهم إلا أنهم رفضوا في البداية ، ثم عادوا بعد عام كامل وفي عام 1917
ليتعلموا
منهم وشاركوهم في مسابقة كأس السلطانية كمسابقة للأندية ا لمصرية وأندية
أسلحة قوات الحلفاء ،
ليكون شباب الزمالك رواد حركة التمصير ويلحق
بهم بعد عام كامل الأهلي من القاهرة ومن بعده الاتحاد بالأسكندرية والمصري
ببورسعيد .
واصلوا الشباب رحلة الكفاح ضد الأجانب المتحفزين
والمُصرين على البقاء فوق أنفاس المصريين ،
واستطاع هؤلاء الشباب
أن يسحبوا الثقة من مجلس الإدارة الأجنبية للنادي (بصفتهم أعضاء الجمعية
العمومية )
وانتخاب مجلس إدارة جديد من المصريين برئاسة الدكتور
محمد بدر ، ومصطفى حسن وكيلاً للنادي وإبراهيم علام أميناً للصندوق
وعضوية
كل من حسين فوزي ومحمود بسيوني ونيقولا عرقجي والكابتن عبده الجبلاوي ،
وقاموا بإصدار بطاقات عضوية النادي باللغة العربية ،
كما استعانوا
برجال مصريين أوفياء من أبناء بولاق لحماية النادي من الأجانب .
وعلى
الفور تدخلت وزارة الداخلية ومستشاريها الإنجليز والسفارات الأجنبية
بالقاهرة وأصروا على انتخاب مجلس إدارة جديد
يضم عدداً من غير
المصريين بشرط أن يبقى الرئيس والسكرتير العام مصريين .
لم تتوقف
رحلة الكفاح ضد الأجانب إلى عام 1930 ، حين نجح الإنقلاب الذي قاده نجم
الكرة الزملكاوي حسين حجازي
ومعه القائم مقام محمد حيدر بك ويوسف
محمد وعقدت أول جمعية عمومية للزمالك بحضور ستين عضواً ليقرروا طرد الأجانب
من النادي
على ان يكون الزمالك نادياً مصرياً خالصاً ، وجاء بأول
رئيس مصري وأول سكرتير مصري لنادي الزمالك فأصبح القائم مقام محمد حيدر بك
رئيساً
بدلاً من البلجيكي بيانكي الذي تولى رئاسة النادي خلفاً
لمورزباخ المتقاعد ومؤسس النادي وأول رئيس له ،
وحل يوسف محمد
سكرتيراً للنادي ،وبهذا كان نادي المختلط سابقاً الزمالك الحالي صاحب الفضل
الأول في تمصير الرياضة المصرية .
هذه نبذة قصيرة مختصرة عن ملحمة
نضال طويلة تحتاج إلى مجلدات لسرد وقائعها ولكني حاولت أن أبرز من خلالها
حقيقة بدايات هذا النادي الكبير
والذي ينبغي على العقلاء من
المنافسين لهذا النادي ، أن تكون منافستهم شريفة وبعيدة عن التلفيق وقلب
الحقائق وتزييفها ،
وبعيداً عن هذا الدورالخبيث الذي يلعبه
المزورين من المحسوبين على الإعلام الرياضي للنيل من جماهيرية هذه القلعة
الوطنية العملاقة ،
والذين تأثرت هذه الفئة الجاهلة بمايقدموا لهم
من أكاذيب ، وليعلموا هؤلاء المزروين أن مكانه الطبيعي هو (مزبلة التاريخ )
.
*الجدير بالذكر أن اللاعب الفذ والموهبة العظيمة حسين حجازي كان
قد خطفه النادي الأهلي من نادي الزمالك عام 1916
قبل أن يعود مرة
أخرى إلى بيته نادي الزمالك ، وكأن الخطف عادة متأصلة وضاربة في جذور تاريخ
النادي الأهلي ....