تعصب أعمى أنهي حياة اثنين من مشجعي النادي الأهلي .. مصطفى حسانين عمره 33 عاماً قرر هكذا وبكل بساطة أن ينهي حياته لمجرد خسارة الأهلى فى مباراة ، كما تعرضت فتاة اسمها أمينة – 18 عاماً - لصدمة عصبية أودت بحياتها بعد نهاية مبارة الأهلي و الإسماعيلي مباشرة.
وقالت مجلة "الشباب" المصرية القومية ان مصطفى قرر أن ينهي حياته بيده حتى لا يتعرض للذل من أصدقائه بعد المباراة .. فغافل أفراد أسرته و دخل حجرته و قام بشنق نفسه ، أما أمينة - التي لا يصدق أهلها وفاتها حتى الأن – فقد لفظت أنفاسها الأخيرة بعد صدمة عصبية شديدة أنهت حياتها بطريقة وصفها الأطباء النفسيون بالخطر النفسي القادم.
" لا أعتقد أن الكورة فقط هي السبب وراء هذا الإنتحار " .. هكذا بدأ الدكتور محمود جاويش – اخصائي الطب النفسي تعليقه على الحادثتين و قال : بالطبع التعصب ظاهرة عامة تنطوي على مدى واسع من الاتجاهات العدوانية وأولها نحو الذات ثم الآخرين ، كما أنها تمتزج بالأعراض الاكتئابية، فالمتعصب يشعر بنفس الألم النفسي الذي يشعر به المكتئب حين يخفق فريقه أو تتدنى نتائجه ، فيرغب الشخص في إيذاء نفسه أو إيذاء الفريق الأخر بأية وسيلة مثل تدمير ممتلكات المشجعين الآخرين ، و للأسف ظاهرة التعصب تبتعد عن سلوك التسامح أو قبول الآخر أو التقارب معهم في وجهات النظر ، فيبدأ المتعصب في التمسك برأيه و الشعور بالحقد على الفريق الفائز ، وبالطبع المسئول الرئيسي الذي ينمي هذه المشاعر هي وسائل الإعلام التي تزيد من روح التعصب لدي الفرق و المدربين و بالتالي المشجعين ، واللحظة التي يتخذ فيها الشخص قراراً بأن ينهي حياته لا تأتي مصادفة أو بدون تفكير مسبق .. ولكن تسبقها عوامل مساعدة و مهيئة لفكرة الإنتحار كالفشل الأجتماعي أو الفشل العاطفى .
ويضيف د. جاويش قائلاً : بالطبع يجب على الأشخاص الذين يجدون في أنفسهم هذا التعصب اللجوء وبسرعة للعلاج النفسي ، خاصة وأن التعصب في أبسط الحالات يتسبب في كثير من أمراض القلب و الجلطات ، وبداية العلاج تكون من خلال التخفيف من مشاهدة المباريات التي من شأنها إثارة أعصابهم ، ويمكن أن يستغنوا عنها بممارسة رياضة المشي أو شغل أنفسهم بزيارات عائلية ، أما تعرض المشجعة للموت بسبب الهزيمة فيحدث هذا في كثير من بلدان العالم لأن المشجع في هذا الوقت يتعرض لضغط نفسي يسبب اضطراباً في سرعة دقات القلب أو توقفاً لعضلة القلب .. وهو ما يسبب بدروه الوفاة .
و يعلق الإعلامي الرياضي الكبير ابراهيم حجازي علي هذه الأحداث قائلا : أنا حزين جدا بسبب سماعي لهذه الأخبار ، و لكنها ليست مفاجأة لي أن يقتل مشجع نفسه بسبب " ماتش كورة " ، فبعد أن تقتل الأم أبنها أو يقتل الابن أمه ..فمن الجائز أن يحدث أي شيئ أخر ، و للأسف المجتمع المصري تغير و تغيرت ثوابته ، وبالطبع الأعلام لا يمكن أن يتنصل من مسئوليته تجاه هذه الحوادث ..و أرى أنه المسئول الأول عن التعصب ، ولكن ليس بشكل مطلق ..ونجد أيضا أن كثيراً من مجالس إدارات الأندية جزء من انتشار التعصب ، فضلا عن المدربين المتعصبين و اللاعبين الأكثر تعصباً من الجماهير ..و بالطبع التجاوزات التي تحدث في الملعب هي خير دليل ، فحين يرى المشجع لاعبه القدوة يحمل حذائه في وجه الجماهير ..فكيف سيتعامل المشجعين بعدها مع بعضهم ؟! ولابد أن تكون في المجتمع جهة ترصد هذه الأحداث وتعرف أسبابها من خلال الدراسات البحثية ..ولكننا للأسف نفتقد هذه الجهة و لا أحد يهتم كيف تقتل الأم أبنها ، ولا أجد نصيحة معينة للشباب المتعصب لأنه لن يسمع مني ، و لكني أنصح المدرب أن يتغير و أن يسمع اللاعب كلام مدربه و يحترمه ..وأن يتقي الإعلاميين الله في المشاهدين .