بأى ذنب فصلوا ؟!!!! الإداره الجديده تشرع فى إنشاء أزمه بينها وبين الطلاب .

يقول برنارد شو " السلطه لا تفسد الرجال وإنما الأغبياء إذا وضعوا فى السلطه فإنهم يفسدونها " .
يقصد برنارد شو بهذا القول أن السلطه ليست سهما يخترق نفوس الرجال ويفسد سريرتها ويعكر صفوها وينأى بها عن الجميل والحسن ويلقى بها فى مستنقع الوحل والعفن .
فالسلطة ليست شيطانا يتلبس بالمرء و يدفعه إلى فعل مالا يحب ويشتهى فإذا أفاق من غيبوبته تلك قال معاذ الله واستغفر الله على ما كان منى. وإنما السطه مسئولية ينبغى إلا يتقدم لها إلا من يتقن أصولها ويعلم خفاياها ويحسن إدارتها وإلا يكون كما وصفه برنارد شو بالغبى فإذا ما وضع فى السلطه فإنه يفسد ولا يصلح ويدمر ولا يعمر .
وإذا نظرنا فى بلدنا هذا إلى حال السلطه وأربابها وجدنا كثيرا منهم إن لم يكن جميعهم من هذا الصنف الذى أخبر عنه الرجل بل يكاد يظن الناظر إلى حال المناصب العليا ومراكز إتخاذ القرار أنها باتت ملاذا ليس لأحد إلا للأغبياء ومستقرا ليس لأحد إلا للأشقياء وذوى الفكر الضعيف بل ومعدومى الفكر كذلك وكأن هذه الأماكن باتت إرثا قاصرا عى الأغبياء فحسب يتوارثونها جيلا بعد جيل .
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم
" إذا ضيعت الأمانه فانتظر الساعه " قالوا يا رسول الله وما ضياعها ؟ فقال صلى الله عليه وسلم " إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعه " .
وفى هذا الحديث يشير رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن من صور ضياع الأمانة بين الناس أن يضن الأمر بذمامه على من يستحق ويلقى به إلى من لا يستحق بل ومن لا يجيد أيضا .ومن هذا يظهر أن الساعة أوشكت على البذوغ وأنها باتت قاب قوسين أو أدنى ذلك أنه لم يعد هناك منصب إلا ويرتاده من لا يستحق ولم يعد هناك أمر إلا وييصدى له من لا يجيد ولا يفقه من إدارة الأمر شئ .
بعد كل هذه المقدمه التى حاولت ما استطعت أن أوجز فيها ما يختلج صدرى من آلام وما يعتصر قلبى من أحزان وأسقام لم أدخل بعد إلى موضوعى الذى أنا بصدد الكشف عن خباياه وإزالة غموضه وخفاياه .
إنه موضوع الفصل الذى تعرض له بعض أصحابنا ورفاقنا فى الكلية على نسق قول فرعون الذى حكى عنه ربنا فى القرآن " ونادى فرعون فى قومه قال يا قوم أليس لى ملك مصر وهذه الأنهار تجرى من تحتى أفلا تبصرون "
نصب الدكتور العميد نفسه خصما للطلاب وندا لهم فى ساحة المحاكمه منقوصة الأطراف وكان أيضا هو القاضى الذى يفصل فى القضية فلم يجد حضرته داعيا إلى عقد مجلس تأديب للطبه أو غير ذلك فربما وجدها سيادته أمورا شكليه لا داعى لها فلن تكون نتيجتها فى نهاية المطاف غير الذى قضى به على الطلاب فجاء حكمه يحمل بين طياته من وجوه الديكتاتورية والتعسف والسلطه المطلقه غير المشروطه برقيب ما أجحف حقوق الطلاب وأنتقص من حريتهم فى إبداء آرائهم بالشكل الذى لا يؤثر على حرية الغير أو يجرح كرامته من قريب أو بعيد أو ينال من سلطة الإداره قدر أنمله .
أنا لا أريد أن أبدوا من أول وهلة مدافعا عن فصيل من الطلاب بعينه وإن كان دفاعى لا يشمل غيرهم ذلك أنهم هم وحدهم من تعرض للظلم والإجحاف وهضم الحقوق ليس لذنب جنوه غير أنهم يرفضون صنوف التمييز بين الطلاب على أساس من الأفكار أو التوجهات السياسيه المعينه فيترك أقوام ويستهدف أقوام بعينهم فينالون وحدهم نصيب الأسد من الأذى والظلم .
لقد رافقنا منهم الكثيرين خلال السنين الأربع التى قضيناها فى هذه الكليه ولم نر منهم أو من أحدهم ما يسوء الخلق أو يجرح الحياء أو ينال من الدين بل وجدنا منهم حرصا على أخوانهم الطلاب ومصالحهم فى نواحى عده فبادروا كثيرا وقبل غيرهم ممن يعنيهم الأمر بتقديم خدمات للطلاب فى مجال الدراسه وغيرها مما لا يخفى على كثير منا .أما قضية الملصقات التى تحاربهم الإداره بشأنها فما شأنها ؟ !
صراحة لا أدرى ما شأنها وماذا تجلب من ضرر للإدارة أو لغيرها سواء كانت ملصقات تدعوا إلى حسن الخلق أو تنبه إلى عبادات يغفل عنها البعض أو تعرف الشباب إلى شخصيات كان لها أبلغ الأثر فى الحفاظ على الهوية الدينيه فى مصر من التدنيس والخرافات والإنحراف ومنهم الشيخ حسن البنا الذى لا ينكر فضله إلا جاحد أو جاهل .
ختاما أرجوا من أخوانى ألا نقابل هذا الأمر بسلبية كما تعودنا فى مسائل كهذه وألا ننظر إلى أصدقائنا الذين وقع عليهم هذا الظلم بعين الشفقه والرأفه ونكتفى بمص شفاهنا وضرب أكفنا بعضها ببعض ونردد قولتنا الخالده حسبنا الله ونعم الوكيل التى سأمت هى الأخرى من عجزنا وتكاسلنا عن طلب حقوقنا ولنتذكر جميعا أنه فى يوم من الأيام قد يقع أى منا تحت طائلة الظلم والتعسف فإن أديت الآن ما عليك تجاه أخيك المسلم فانتظر غدا إذا وقع عليك الظلم أن يؤدى أخوك المسلم دوره تجاهك فيحصل بذلك التآخى الذى أخبر عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فى قوله " المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضا " ولنتذكر قول الله تعالى " كنتم خير أمة أخرجت للناس " ولم يتركها رب العالمين مطلقة هكذا وإنما قيدها بقوله " تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر " فلن تحصل الخيرية إلا بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وكما نعلم أن خير الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وأسأل الله تعالى أن يغفر لى ولكم أى تقصير أو ذلة وأن يبدلنا بها طاعة تداوم عليها أبداننا وتستقر لخيرها قلوبنا إنه بكل جميل كفيل وهو حسبنا ونعم الوكيل .

أرجوا من الناس ألا يقابلوا الموضوع بسلبية ولا مبالاه وأريد من الجميع أن يشارك ليس فقط بالدعاء وإنما بطرح إقتراحات للضغط على الإداره للتراجع عن هذا القرار الفردى الذى قد يحرم إخواننا من دخول الإمتحانات العمليه بل وقد يسبب لهم مشكلة فى الإمتحانات النظرية أيضا ولنفكر سويا من باب قوله تعالى " وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا عى الإثم والعدوان " . آسف على الإطاله واغفروا لى حدتى عليكم فليست إلا لأنى أرجوا لى ولكم الخير .