موضوع مهم جدااا للرجال و السيدات (الآباء و الأمهات)إذا كنت تعيش في زمان غير زمانك، وإذا كنت ممن لا يعجبهم أي شيء من الزمن المعاصر، بل دائم الانتقاد لكل ما هو حديث سواء كان إيجابياً أو سلبياً فأنت حتما ستتهم بأنك رجعي وغير متطور.. وحتما سيطلق عليك لقب “دقة قديمة”!نعم هناك دائما حنين للماضي، وارتياح لما تعودت عليه في طفولتك وهذا شيء جميل يثري الحياة بخبرات ووعي وثقافة. ولكن الشعور بالاشمئزاز من كل شيء عصري سواء في طريقة العلاقات أو الملابس، أو مفاهيم الحياة العصرية بين الناس، ونوعية التسلية والأغاني وحتى الألفاظ، هو شيء سينعكس عليك سلبيا في طريقة تواصلك مع من حولك وخصوصا من الجيل الجديد سواء كانوا أهل بيتك أو أولادك أو زملاءك في العمل.والسؤال الذي يطرحه معظم الشباب اليوم: لماذا يرفض آباؤنا معطيات هذا العصر ولا يتعاملون معه برضي وقبول؟ وما الأسباب التي تدفعهم لفرض رأيهم وذوقهم على جيل يريد أن يعيش حياته كما هو الحال في وقتهم الحالي؟
هذا هو التحدي الذي يعيشه الأبناء في هذه الأيام بين إرضاء سلطة الأب، ومجاراة الأصدقاء والعصر من حولهم. ولهذا يحتاج الوضع إلى نوع من التسوية بحيث لا نغيظ أولادنا كآباء تقليديين متمسكين بكل ما هو قديم، ورافضين لكل شكل من أشكال التطور الذي يفرضه عصرنا هذا.لا يختلف اثنان على أن القيم والأخلاق هي أمور مفصلية لا يمكن المساومة عليها في أي عصر من العصور، فالخط المستقيم واحد، بينما الخطوط المعوجة كثيرة ومتعددة، لذلك فنحن لسنا بصدد التنازل عن كل ما أوصانا الله أن نفعله لنكون أفرادا صالحين ونافعين، بعيدين عن التسيب والانحلال الخلقي. ولكن ما نبحثه الآن هو التأقلم مع اختلافات العصور وطبيعة الحياة الحديثة التي جلبت معها بعض التغيير في الأداء وفي اللغة، لغة العصر.نسمع الكثير من الشباب يشتكون من ردة فعل آبائهم تجاه ملابسهم، وقصة شعرهم، وحتى النشاطات التي يقومون بها فيشتكون من تدخل الأب في برنامجهم اليومي وعلى سبيل المثال إن الخروج مع الأصدقاء للعب الرياضة يعتبر شيئاً لا يليق بالرجل، أو سماع بعض الأغاني الحديثة هي تسيب وفساد يشوه صورة الولد بعيون والده، ويحول البيت إلى حلبة للصراع بين الأجيال.ننصحك، عزيزي الرجل، إذا كنت أباً لأولاد في عمر المراهقة أن تحافظ على التوازن بين ما هو ضروري لتربيتهم، وبين ما يرغبون به حقا، دون أن نسبب لهم القهر. وهذا يحتاج لبعض التنازل عن أشياء نتمسك بها لا تزيد أو تنقص في شيء، وعدم إرغامهم على أن يعيشوا معتقدات قديمة لم يعاصروها ولا يعلمون عنها شيئا، وخصوصا ما يتعلق بالعادات الاجتماعية القديمة التي لم تعد ذات حاجة في زماننا الحاضر.إن مصادقة هذا الجيل الجديد وكسب وده هو أسلم الطرق للوصول إلى قلبه، وتحقيق التأثير الإيجابي عليه دون ضغط أو إجبار، فالتحدي لا يؤدي إلى نتيجة، بل المحبة والتفهم تجد طريقها إلى قلب الولد أو البنت وتعطيك نتائج سريعة، فلا مانع من أن تجامل ابنك أو ابنتك قليلا لإرضاء غرورهم وإكسابهم ثقة بنفسهم عند الإطراء عليهم في موضوع معين، فهذا هو المفتاح السحري للتواصل مع الأجيال والهروب من اتهامهم لك بالرجعية والتصلب.هذا لا يعني أن تتخلى عن سلطتك كأب يتخذ القرار في البيت، ولكن اللجوء إلى الحوار والمناقشة لأن هذا يجعلك تنظر إلى الأمور من زاوية أخرى ربما تجد فيها الراحة لقبول بعض المتغيرات الحديثة.